الأمم المتحدة تحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد مصداقية المحتوى الرقمي

 12 يوليو 2025 – أطلقت الأمم المتحدة اليوم تحذيرًا قويًا بشأن التهديد المتزايد الذي تشكله تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي تُستخدم في إنتاج محتوى مزيف مثل الصور والفيديوهات الصوتية، والتي تعرف باسم "الديب فايك" (Deepfake).

في تقرير رسمي صدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، التابع للأمم المتحدة، دعت الهيئة إلى اعتماد معايير عالمية وتقنيات تحقق متقدمة لمواجهة هذا النوع من التضليل الرقمي.

ما هو الديب فايك؟ ولماذا يشكل خطرًا؟

الديب فايك هو نوع من الوسائط الاصطناعية يتم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تركيب وجوه أو أصوات أو حتى حركات أشخاص حقيقيين على فيديوهات وصور مزيفة، بطريقة يصعب تمييزها عن الحقيقة.

الخطورة تكمن في:

  • التلاعب بالرأي العام، خاصة خلال الانتخابات.
  • انتحال الشخصيات بهدف الابتزاز أو النصب.
  • تزييف الأخبار ونشر معلومات خاطئة.
  • تأثيره السلبي على سمعة الأفراد والمؤسسات.

ماذا قالت الأمم المتحدة اليوم؟

في قمة "AI for Good" التي عقدت بجنيف، صرّح بليل جاموسي، مدير قسم المعايير في الاتحاد الدولي للاتصالات:

"الثقة في المعلومات الرقمية تآكلت، لأن المستخدم لم يعد قادرًا على التفريق بين الحقيقة والتزييف. نحتاج إلى تدخل تقني عاجل."

التقرير أشار إلى أن شركات التكنولوجيا باتت مسؤولة قانونيًا وأخلاقيًا عن مواجهة هذا التحدي، من خلال استخدام أدوات ذكاء اصطناعي مضادة، مثل:

  • برامج التحقق من المصدر (Source Authentication).
  • العلامات الرقمية للمحتوى الموثوق.
  • واجهات برمجة التطبيقات التي تكشف التزييف في الوقت الحقيقي.

أبرز توصيات التقرير:

  1. دمج تقنيات "العلامات المائية الرقمية" في الصور والفيديوهات.
  2. وضع إشارات واضحة للمحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي.
  3. تطوير شراكات بين الشركات والحكومات لرصد المحتوى المزيف.
  4. فرض تشريعات عالمية تجرّم استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض تضليلية.
  5. تعزيز الوعي المجتمعي حول كيفية التعرف على المحتوى الزائف.

كيف يمكن للمستخدم حماية نفسه من الديب فايك؟

  • تحقق من المصادر الرسمية دائمًا.
  • استخدم أدوات كشف التزييف مثل Deepware Scanner أو Sensity AI.
  • لا تشارك فيديوهات مشبوهة قبل التأكد من صحتها.
  • تابع صفحات التحقق من الأخبار على المنصات الاجتماعية.

تأثير مباشر على مستقبل الإعلام والانتخابات

الخبراء يعتبرون أن الديب فايك يمثل أكبر تهديد لمصداقية الإعلام الرقمي، لا سيما في دول العالم النامي، حيث لا تزال البنية التحتية للتحقق ضعيفة.

كما أشار التقرير إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في عدد من الدول قد تكون مهددة بحملات تزييف ممنهجة، وهو ما دفع الاتحاد الدولي للاتصالات للمطالبة بإجراءات استباقية قبل فوات الأوان.

هل هناك أمل؟

نعم. فكما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة التضليل، يمكن توظيفه أيضًا لمواجهته. شركات مثل Google وMeta وMicrosoft بدأت بالفعل في تطوير أدوات ذكاء مضاد قادرة على كشف التزييف بدقة عالية، وهناك توجه نحو دمج هذه الأدوات مباشرة في أنظمة التشغيل والمتصفحات والمنصات الاجتماعية.

الخلاصة

ما حدث اليوم ليس مجرد بيان صحفي، بل إنذار عالمي بضرورة التحرك العاجل ضد المحتوى المزيف بالذكاء الاصطناعي.

مع تطور التقنيات، يجب أن يكون المستخدمون أكثر وعيًا، ويجب على الشركات أن تتحمل مسؤوليتها، لأن المستقبل الرقمي لن يكون آمنًا إلا إذا حمينا الحقيقة من التزييف.

ذكاؤك

ذكاؤك مدونة عربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة، تقدم مقالات، أدوات، شروحات، وأخبار محدثة بأسلوب احترافي وسهل.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال